مَاْ خَطْبُكَ؟

Writer: Menna Makady

Editor: Nada Basyouni


كثيراً ما أجد صعوبةً للإجابةِ عن سؤالِ “مَا خَطْبُكَ”؟
فغالباً ما تخذلنى حروفى فى تكوين كلماتٍ تبوحُ بمكنونِ صدرى، و لا يسعفنى الوقتُ كى أُلَمْلِمَ شتاتَ نفسى المبعثرةِ مِن جديدٍ لأُجيبَ بشكلٍ مثالىٍ.
فأنا لا أستطيعُ أنْ أخبركَ أنَّ اليأسَ سيطرَ عليَّ بكلِ ما أُوتى من قوةٍ، ولا أنَّنى غارقةُ فى بحرِ هواجسى، أو أنَّنى كدت أُشفقُ على نفسى مما أنا عليه من ضغوطٍ مصطنعةٍ من عقلى الباطنِ، و تعاسةٍ تلازمُ روحى، لستُ أعرفُ كيفَ أوصلُ لكَ شعورَ معانقةِ الشتاتِ لى وأنَّ ندوبَ قلبى تأبى أنْ تلتئمُ، أنَّ سحابةَ التعاسةِ تظللنى و تمنعُ شعاعًا واحدًا ذهبياً أنْ ينير دُجى غابة سودوية أفكارى، أنَّنى أشعرُ بالضياعِ،ولكننى -فعليا- فى منزلى!
لستُ أدرى كيفَ لىَ أنْ أُعلمكَ كيفَ جفَّ ما بداخلِ فقراتى الدمعيةِ، فما عدتُ أذرفُ الدموعَ، ولا عادَ ألمى يخرجُ على هيئتها، ألمى أصبحَ فى قلبى فقط ، ينهش فيه رويداً رويداً، أنَّنى مزاجية إلى أبعد الحدود و لا أعرفُ كيفَ أتجاهلُ التفاصيلَ الصغيرةَ التى تؤرقُ نومى!
لستُ بالقوةِ أنْ أروى لك قصة خذلانى المفجعة،و كيفَ أفقدتنى رغبتى فى مخالطةِالبشر، أو أنِّى وحيدة فى عالم يستوطنه آلاف مؤلفة منهم.
أنّ توهجَ روحى اختفى آخذا معه لمعة عيني.
كيفَ أشرحُ لكَ أنِّى ما عدتُ أشعرُ بالوقتِ، و لا أدرى هل الخرابُ فى ساعةِ الحائطِ خاصتى أم أنا التى لم تعد تجيد إحصاء الأيام!
إذا كنتَ تريدُ أن تعرفَ ما خطبى حقاً، ولا تسأل فى إنتظار إجابة متكررةٍ محفوظةٍ يكللها الصمت المعهودُ و الابتسامةُ الزائفةُ، فاستشفَّ قلبى، واسأله،هو سيطلعكَ على ثغراته، و ستجد الإجابةَ فى عينىَّ، سيظل هو مفتوحاً أمامك كالصحيفةِ البيضاءِ التى لُطِختْ ببقعٍ سوداءٍ تنتظركَ أنْ تمحيها، وتلحم ما بُتِر و تخيطُ ما مُزِّقَ منها، و لكن أرجوك..لا تقبل على كل هذا إذا كنتَ تُكِّن بداخلك مما لا أقوى عليه .. لا تقبل و بداخلك نيةٌ للهجرانِ.