ليه كل حاجة ماشية بالعكس؟

Writer: Haidy Wazeery

Editor: Abdullah Sobhi

ليه كل حاجه بقت ماشية بالعكس؟ ليه بقينا نحس ان الدنيا ماشيه بضهرها ولا كأنها شايفه حد؟ ليه بقينا بندوس على بعض؟ ليه بقينا ساكتين؟ ليه الصح بقى غلط و الغلط بقى صح؟ ليه بقى اللي بيعمل حاجة صح بقى كأنو عمل حاجة غلط بالظبط؟ ليه بقى اللي بيعمل صح قليل في الدنيا دي؟

عشان بقينا خايفين نعمل الصح لنروح فيها زي محمود البنا كده. ولد في عز شبابه لسه الدنيا بتفتح في وشه، قرر يعمل حاجة صح. شاف حاجه غلط بتحصل قدام عينه. شاف شاب تاني بيغلس على بنت و مش مهم كان بيغلس ازاي، المهم محمود مسكتش و قرر يدافع عن البنت دي و آخرتها إنّه مات! ومماتش كده، لا ده اتقتل! انتو متخيلين احنا وصلنا ل ايه؟ وصلنا إن واحد محترم يدافع عن واحدة أيّاً كانت هي بقى اصلا مش محترمة ولا لا، المهم إنّه دافع عنها لما لقى حد بيضايقها.

لو تفتكرو زمان و احنا صغيرين كانو دايماً يقولولنا لو حد قربلكوا ولا غلس عليكو صوتوا و لموا الناس عشان الناس مبتسكتش لما تشوف الغلط بيحصل قدام عينيها. دلوقتي بقا هنقول ايه للصغيرين؟ معلش محدش هيدافع عنكو عشان اللي بيعمل حاجة صح في الدنيا دي بيموت؟ و مش أي موتة معلش ولا ده قداء و قدر، ده بيتقتل عمداً. انتو بس مستوعبين مين اللي مات و من اللي عاش و هيعيش كمان لسة؟ متخيلين إن محدش قدر يجيب حق الولد الشجاع اللي مات دفاعاً عن بنت؟

 متخيلين إن الدنيا كلها واقفة بتتفرج على واحد عمل حاجة حلوة و مات هدر كده؟ و اللي عمل الحاجه الوحشة معاه واسطة؟ و مش هياخد جزاءه عشان معاه واسطة؟ واسطة ايه دي اللي تخلي قاتل حقير يهرب من العدالة و يطلع من القضية زي الشعرة من العجينة؟ ايه القدوة و المثل اللي استنتجناهم من القصة دي؟ الأجيال الجاية هتعمل ايه لما تسمعها؟ ما شاء الله احنا بنحفز اللي معاه واسطة إنّه يعمل اللي هو عايزه حتى القتل! يقتل و يكمل حياته عادي جدا و لا كأن حاجة حصلت. شخص دمر عيلة كاملة و خد حتة منهم و مش هيتحاسب…. شعارات ايه بقى و قدوات و أمثال ايه بقى اللي ماشيين نعملها شير؟

على الفيس بوك و أول قدوة للشباب دوسنا عليها و معرفناش ناخد حقه! ناس مرمية في السجون بجرايم متعتبرش جرايم في الزمن ده زي واحد/ة عليهم ديون و مسجونين عشان معهمش فلوس يعيشوا. ناس محرومة من أهلها عشان كل مشكلتهم في الفلوس. سجن للغارمين اللي معهمش فلوس يأكلو عيالهم. ناس دي جرايمها بسيطة اوي بالنسبة لواحد قتل شخص، روح، بني آدم من دم و لحم عايش وسطنا. لما يبقى الغارمين بيقضو عقوباتهم عشان العدل و القانون ياخد مجراه و واحد قاتل قاعد برة مش عارفين يحاسبوه على جريمه ارتكبها و كمان في أدلّة ضده يبقى ده ايه؟ يبقى اكيد الدنيا ماشية بالعكس

يبقى أكيد اللي بيحصل ده عك و كل اللي شارك في العك ده مسيرو يتحاسب بس مش دلوقتي. الحال مش بيتصلح من يوم و ليله و لا عمره هيتصلح و لا هيتحاسبو غير في الآخرة. مكنتش أتمنّى إن حالنا يسوء بالشكل ده و للأسف دي مش النهاية و لا حتى بداية الفساد. الحوار ده بس ادانا نظره للفساد اللي بيحصل كل يوم و احنا مش دريانين بيه. محمود مش أول و لا آخر واحد حقه ضاع أو هيضيع. الفساد بيولد فساد بس احنا بنسهو عن الحوار ده كتير. و لسه ياما هنشوف و لسه ياما هيحصل عشان احنا ماشيين بالعكس و تقريباً كدة مسيرنا هنقع كلنا قريب

محمود ممكن يبقى قصة أو قضية و انتهت و مقدرناش نعمل حاجة و كنّا متكتفين و قعدنا نتفرج على حقّه و هو بيضيع و لسة هيضيع و الحوار شوية و هيتنسي يمكن زي ما كل حاجة بتتنسي و للأسف برضه اللي حصل ده معرفناش نطلع بيه بحاجة. مش لاقية درس مستفاد ولا لاقية حاجة أقولها. مش عارفين حتى نقول للناس خليكو زي محمود… خايفين نقول للناس تعمل الصح…..ليموتو ولا يتقتلو و هما بيعملوه ولا حاجة…. كل حاجة اتربينا عليها بقت غريبة في الزمن ده و كل حاجة صح بنحاول نعملها وسط حاجات غلط كتير، بتيجي على دماغنا و دماغ أهالينا في الاخر. رايحة بينا فين يا دنيا و انتي ماشية بالعكس كدة