حبيبك ليس بصبور

Writer: Jana Amin

Editor: Duha Mohamed

Calligrapher: Abdelrahman Barakat


وقتما بلغت بحزني أعالي القمم، طرق الأمل بابي على سبيل الخطأ! ووجدت الأب الحنون و الأخ العصبي و الصديق المتفاهم و الحبيب فيه، فكان يضمني بكلمة و يحتضنني بأخرى. فوالله وقتما بلغت بحزني أعالي القمم و ركضت إليه ركضًا، كان يُقْرِضُني الحب قرضًا!

فرأى في توتري المفرط رقةً في التعبير عن ما أكِّنُ من مشاعرٍ كنت أخشى أن تظهر، فقد تُذَل ذاتي أو تهون! لذلك دمت أخفيها، حتى أنني أذكر وقت ما كان يبتسم لي بنصف شفاهه الوردية مستهزئًا بي و ببلاهتي و يرمي بعيناه بعيدًا و كأن شيئًا لم يكن، فيشعرني بالارتياح لأستكمل رحلتي بتأمل كل تفصيلة فيه فإن اصطدمت عينه بعيني على غير توقع أو قصد كان يملأني الإرتباك!

فقد أمسك بي متلبسة، قبض على اللصة التي كانت تسترق النظر و تأبى التوبة، فكان ينعتني بالكاذبة التي لا تكذب إلا على نفسها، فكنت أستشاطُ غيظًا و أعترف له بمدى كرهي له! فكان يضحك عليَّ قائلًا: “عيناك تفضحانك يا محبوبتي الكاذبة، ألا تتوبين أبدًا؟ متى تكونين صريحة مع نفسك بما فيه الكفاية لتعترفي بما يجول في خاطرك وقلبك؟ أتمنى أن تتعلمي الشجاعة و تعترفي قبل فوات الأوان، فأنت تعلمين أن حبيبك ليس بصبور.”