الِن قلبي رغم كل شيء

Writer: Sarah Mandor

Editor: Duha Mohamed

Calligrapher: Abdelrahman Barakat


كنت أظن أن القوة هي عدم الإنكسار، زُرع داخلي مع مرور الأيام أنني لكي أصبح قوية يجب عليْ أن أكبح مشاعري.. أن أضع مظاهر القسوة وأحجب عن العالم لين قلبي، مع الوقت صرت أخشي أن أصبح ما أتصنعه فصرت أُكثَّفُ دعائي لله أن يلين قلبي، أدعوه دوماً بوضع الرحمة فيه كيلا أستيقظ يوماً و أكتشف أنني بقلب يدق فقط دون رحمة..

مرت أيام أقسم أن لو تُرك لي الأمر لصرت بلا شفقة، لقسوت و ما لنت أبداً.. لكن ولله الحمد الأمر ليس بيدي..
إعتدت بسبب فضولي لمعرفة الحكمة وراء الأحداث و حبي في تحليل الأحداث أننا حين نقع في موقع الحزن يصبح أمامنا ٣ طرق..

الأول فهو طريق الجحود و النقم و هو طريق عسير يجعل من يسلكه أعمي لا يري سوا السواد في كل شيء، فيصبح و يمسي و شعور الضحيةيرافقه
وأما الطريق الثاني و هو طريق الحيادية، تقف مكانك و تترك الدنيا تأخذك لطرقها دون مقاومة منك، لتفعل ما تشاء بك ولا تبالي..

و هذا الطريق يجعلك شخص كالآلة، تفعل ما تؤمر به و ما تُجبر عليه فقط.
الطريق الثالث، أصعبهم و أقربهم لقلبي، و هو الرضا و التوكل..
شتان بين التواكل و التوكل يا عزيزي..
حين تتوكل تضع كل طاقتك في الأخذ بالأسباب، تسعي بكل جوارحك لكي تتعلم الدرس و تصل لمرادك، لن تخرج من المحنة دون الوصول للمنحةالتي توجد في طياتها..

هذا الطريق مرهق، لا أنكر هذا، لكنه الأسلم..طريق يأخذك من قاع اليأس و يعلمك الثقة المطلقة بالله، تتعلم فيه الإستفادة بكل ما يحيط بك، و تعرف قدر نفسك و قوتها، تعطي للحزن حقه فقط،لا أكثر و لا أقل..
أنت بشر و التألم من حقك، ولكنك يا عزيزي تدرك الحكمة من تألمك.. و هي تعلمك.

قد لا تدرك الحكمة بعينها، لكنك ستدرك أنك لن تخرج منها دون أن تسعي للتحسين من نفسك أو علي أقل تقدير ستحافظ علي نفسك في رحلتكتلك.

القوة ليست في الجمود، القوة في خوض التجربة بأكملها و جزء من ذلك هو في خوض المشاعر المصاحبة لها، خوض لحظات التساؤل، و عدمالإيمان بالذات، لحظات البكاء و عدم التصديق، لحظات الشك في ذاتنا و قدراتنا يجب أن تمر بكل هذا كي تصل، كي تدرك قوة ذاتك يجب أنتختبر يا عزيزي.

لذا فاسمح لذاتك بعيش التجربة كاملة و الإستفادة و لا تتخطي الفترات، فمن كل فترة يوجد عبرة، و من كل عبرة يوجد درس تحتاجه في رحلتك