إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم

Writer: Sarah Mandor

Editor: Duha Mohamed

Graphic designer: Abdelrahman Gamal

ألا تشعر مثلي في بعض الأحيان و كأنك شجرة تمتد جذورها بداخل واقع لا تريده؟ ظننت طوال حياتي أن لظروفي يد في كل ما يحدث
لي، حتي بِتُ أُلقي بكل مشاكلي على شماعة الظروف.. و من هنا بدأ كل شيء.
اعتدت مع الوقت برمي مشاكلي علي أي شيء سوي نفسي، و ذاك دفعني لأكون شخص غير مسئول بشكل كافٍ عما يبدر مني.
نعم، للظروف تأثير علينا و على كل شيء، لا أحد يستطيع أن ينكر ماذا تفعل بنا تقلبات الدنيا، و لكن هل جلست يوماً مع نفسك و
واجهتها أن بعضاً مما أصابك كان بسببك؟ هل جلست يوماً مع نفسك لتحاسبها بعقلانية لا بهدف الرجم بل للإصلاح؟
تري كم من خطأ ارتكبناه مراراً فقط لأننا لم نملك شجاعة الاعتراف أنه كان خطؤنا نحن؟
يا عزيزي الظروف و القدر قادرين علي تغيير المسارات لكننا نحن من نختار الطريق..
في بعض الأحيان أجلس للحديث مع الله و أطلب منه أن يغير حالي لحال أفضل و لكنني أذهب لفعل كل شيء كنت أفعله من قبل و أختار
نفس الطرق آمله أن توصلني هذه المرة لهدفي..
لم أسأل نفسي يوماً لما و قد أراني الله أن ذاك الطريق مسدود أصر علي وجود البساتين هناك و أدعوه أن يوصلني إليه؟
لما لست بالشجاعة الكافية التي تجعلني أطلب منه أن يرشدني للطريق الذي أستحقه؟
و هنا أدركت أن الله لم ينساني و لم يرد بي شراً، لم تهن عليه دموعي و قد سمع دعائي لكنني و بكل سذاجة طلبت منه أن يغير ما بي و
أنا لم أسعي لتغير نفسي حتي أستقبل ما سيعطيه لي..
إن كنت تريد إشارة للتغير و مراجعة حساباتك يا عزيزي فتلك إشارتك، لن يتغير الكون لك إن لم تكن قابلاً للتغيير، عليك بنفسك أولاً،
عليك بالمواجهة و السعي و المحاولة ثم أسأل الله بصدقٍ ما تريد أو اسأله أن يرشدك للصواب..
و حينها سيتغير لك كل شيء فقد هُيئت له..

إن أردت الأفضل فكن أهلاً له و أعزم علي الطريق إليه و توكل علي الله ذو الأسماء الحسني كلها، و أيما كان مطلبك ستجد في أسماؤه
تلك إسمه الذي تدعوهبه.

و سأختم نصيحتي الصغيرة تلك بأحب الأدعية لقلبي..
اللهم امنحني السكينة لأتقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها،” والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها والحكمة لمعرفة الفرق
بينهما.”