كوب القهوة قبل الاخير

Writer: Jana Amin

Editor: Duha Mohamed

Graphic designer: Maram Mohammed


‎أيقظني التعبُ منذ بزوغ لون القرص البرتقالي مع الأزرق جهةِ الشرق. لست أعي ما جرى و لكن انهالت الدماء من أنفي و غلبتني العلَّة مجددًا، و أسفاه عليَّ و كنت التي تظن أنها أقواهن، إذ بي هويت من أعلاها سابع سماء لأدناها سابع أرض، فها قد غلبتني الذكريات مجددًا فكيف للعلة ألا تفعل ؟ و مع ذلك تجاهلت إرهاقي -تمامًا كما تجاهلتني أنت- و استكملت نومي و كأن شيئًا لم يكن. بعد ساعات من النوم المتقطع الممزوج بالآلام و الأرق و الأحلام. أستفقت على تقطيع قطتي لشعري خصلة خصلة و بالفعل آلمني هذا كثيرًا و لكن صدق أو لا تصدق، لم تؤلمني بقدر ما سببتَ انت بروحي من أَنِين. فهربت من أجواء المرض و التمارض تلك إلى النيل، حيث لم تتسنى لي الفرصة لألقاك، و اخترت منضدتي المفضلة التي لم يُكتب لي أن أحتسي القهوة عليها معك، فخرجت حيثما لا يعيق ناظري زجاج ولا خشب، ثم نظرت لأعلاي لأشكو لها من قسوة أيامي، فأخذت تمطر، السماء شعرت بي-و لم تشعر أنت- و انهمرت الدموع فتساقطت الأمطار بعزمٍ شديد و الناس يفرون لبيوتهم و الباعة يغطون بضائعهم و كلٌ يبكى على ليلاه. و كما كنت أنا لم يتحرك لي ساكن. مازلت انظر للسماء و أبكي و تغسل القطرات وجهي الأصفر ماسحة دموع عيناي المرهقتان متغلغلة بكل شعري، فأخذ يتساقط هو الأخر مع المطر و ابتلت ملابسي، أكاد أتجمد من السقيع و رجلاي ترتجف ولا أقوى على النهوض. أيًا كان فأنا مغرمة بحديثي مع السماء و موسيقى الأمطار و قطرات الماء تغرق بأعماقي و بالنيل و تلك الأجواء الشتوية، يالها من منية باردة  فصدق واسيني الأعرج قائلًا”سعادة مفجعة أن نموت تحت المطر.” تروقني تلك النهاية بقدر ما يروقني الشتاء -تمامًا بقدر ما تروقني أنت- فيأتي دائما بموعده كل عام، فأتى الشتاء و لم تأت أنت.

‎-جنى امين